ذاكرة المكان

 جدارية توثـق بالصورة والكلمة لذاكرة المكان حيث عملت الدكتورة رفيعة على عرض مجموعة من الصور لشخصيات من الامارات، لازالت حاضرة في ذاكرة ابنائها، والصور من البومات شخصية لنساء ورجال من مجتمع الإمارات وتعرض الى جانبها بعض الوثائق والمقتنيات الشخصية التي تعود لتلك المرحلة.

ولنستمتع بما كتبته الكاتبة عائشة سلطان حول ذاكرة المكان، في جريدة الاتحاد وهو كالتالي:

"إن الاحتفاظ بألق تلك اللحظة الهاربة منا جميعاً أو التي تكاد تتفلت منا جميعاً نحن أبناء وبنات الإمارات واحدة من غايات هذا المتحف وهي غاية سامية بلا شك، فما نحن، ما ذخيرتنا، ما انتماؤنا، وما صلتنا بما كان وبما سيكون لو أننا لم نخلد تلك الذاكرة؟ ذاكرة الإنسان من خلال ذاكرة المكان.

تلج المتحف من بوابته الخشبية ذات الطراز القديم والعريق، لتعبر ممراً ضيقاً هو سمة أزقة وسكك أحياء دبي القديمة، تتصدره لوحة ضخمة تحمل عنوان ذاكرة المكان، في إشارة إلى المتحف كنموذج مصغر للحي والمنطقة والمدينة كلها، فالمكان (المتحف) الذي نراه ونمشي في أروقته، يحمل بعضاً من ملامح المكان الأكبر الذي عاش فيه أهلنا وأحبتنا، يحمل رائحتهم وعبق حياتهم.... نعم المكان ذاكرة تفتح بواباتها لمن يحاول بمحبة أن يتعرف على أعماقها وأسرارها وتجلياتها النبيلة، وقد حاول القائمون على المتحف أن يجمعوا موزاييك (فسيفساء) هذه الذاكرة قدر استطاعتهم، وأظنهم قد نجحوا قياساً لكون عملهم جهداً فردياً تطوعياً ينتمي لنوعية تلك الأعمال التي يولدها الإيمان بالفكرة والانتماء للهدف!"

ونعيش تجربة فضيلة المعيني من جريدة البيان حين زارت المتحف:

"تشعر منذ اللحظة الأولى عندما تدخل في هذه المنطقة، التي لم يعد للمواطنين وجود فيها بين آلاف البشر الذين يترددون عليها بين باعة ومتسوقين وسياح يكتشفون المكان وربما استنشقوا عبقه، أنك في زمن مختلف عبر جدارية لشخصيات قد تكون عاشت في المنطقة أو مرت عليها، أثرت فيها وتأثرت بها، وفي كل الأحوال المرأة حاضرة باسمها وصورتها وفكرها وعملها في مختلف المجالات."

و قد كتبت الدكتورة حصة لوتاه هذا النص الجميل واصفاً ذاكرة المكان:

"إن هذا المكان الذي نراه هنا ونمشي في أروقته اليوم يحمل بعضاً من عبق ذاكرة المكان الأكبر الذي عاش فيه أهلنا وأحبتنا، يحمل رائحتهم، عبق عطورهم، وعرقهم، وهذه الوجوه التي تطالعنا هنا، الملامح التي يرى فيها بعضنا شيء من نفسه، أو تجعلنا نقف لتأملها متساءلين عن حياتهم وكيف عاشوها، متى ضحكت ومتى بكت، ومتى غادرت للبعيد.كل هذه الشخصيات تنهض مرة أخرى من التراب وتمتشق قاماتها حاضرة في المكان وفي النفوس، لعلها تخبرنا عن نفسها، أو أنها تسأل عن ما بقى منها فينا."

default-final-arabic
royalvisitlink-final